ترأس سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، اجتماع مجلس إدارة “مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة”، واطَّلع سموّه على خطط المجلس الهادفة إلى إطلاق ثلاثة مشاريع جديدة، والإنجازات الرائدة التي حقَّقها والخطط الطموحة التي يتبنّاها لترسيخ مكانة دولة الإمارات وإمارة أبوظبي في مجال البحث والتطوير التكنولوجي العالمي.
أكد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان أهمية مواصلة تنفيذ الخطط والمبادرات التي يطلقها مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة محلياً وعالمياً، بهدف إحراز نقلة نوعية في التطور التكنولوجي وإجراء الأبحاث في دولة الإمارات في مجالات التقنيات المبتكرة وحلول الذكاء الاصطناعي المتطورة، للإسهام في ترسيخ مكانة الدولة كوجهة عالمية حاضنة للابتكار التكنولوجي والبحثي، ودعم الصناعات القائمة على التقنيات الحديثة في مختلف القطاعات الحيوية.
وأشار سموّه إلى أهمية “خارطة الإمارات للأبحاث” في تعزيز التعاون البحثي بين جميع المؤسسات المعنية على المستوى الوطني، ودعم المواهب والكفاءات الوطنية في مجالات الابتكار التكنولوجي، إلى جانب إجراء البحوث المتقدمة وتطوير نماذج اللغات الكبيرة التي من شأنها تحسين جودة حياة أفراد المجتمع، وتطوير الصناعات والقطاعات ذات الصلة، من خلال الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة.
كما أكد سموّه ضرورة الاستمرار في تأهيل الكوادر والكفاءات الوطنية المتميزة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، انطلاقاً من الأهمية الكبيرة التي تحظى بها هذه القطاعات الحيوية من أجل تعزيز المشهد البحثي في دولة الإمارات وتقديم ابتكارات نوعية تنعكس إيجاباً على مختلف المجالات، لا سيما في قطاع التعليم، والبحث والتطوير، والصناعات المتقدمة، والصحة، والزراعة، والبيئة، وعلم الروبوتات، والتقنيات الحديثة.
ناقش الاجتماع مستويات التقدّم الذي أحرزه المجلس في بناء منظومة البحث والتطوير وتعزيزها، بما في ذلك جهود ذراع التسويق التجاري التابعة للمجلس “فنتشر ون”، التي من المنتظر أن تقدّم ثلاثة مشاريع مبتكرة تسهم في مواصلة الارتقاء بمستوى أمن البيانات في العصر الكمّي والتنقل الذكي المستقل والتكنولوجيا الزراعية باستخدام التقنيات الروبوتية، بما يتماشى مع الأولويات الاقتصادية لإمارة أبوظبي. ومن المقرر إطلاق هذه المشاريع الرائدة في وقت لاحق من هذا العام، ما يمثّل خطوة مهمة نحو تطبيق الأبحاث النظرية وتحويلها إلى أفكار ملموسة على أرض الواقع.
استعرض المجلس أيضاً، خلال الاجتماع، “خارطة الإمارات للأبحاث”، التي أصبحت مرجعاً رئيسياً للمجتمع البحثي الوطني؛ فمنذ إطلاقها في مايو 2024، استقطبت البوابة أكثر من 2,000 زائر خلال أول شهرين؛ حيث تضم الآن 30 جهة مشاركة وأكثر من 450 خبيراً مسجلاً، بالإضافة إلى 10 جهات أخرى جديدة أبدت اهتمامها بالانضمام إلى البوابة. وساهم نجاح البوابة في إنشاء وجهة مركزية يمكن من خلالها الوصول إلى الموارد البحثية الوطنية مع تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والقطاعين العام والخاص.
في إطار سعيه المتواصل لدعم الأبحاث التكنولوجية المتطورة والشركات والجهات ذات الصلة، يستقطب مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة مؤسسات من مختلف أنحاء العالم للحصول على تمويلات من الصندوق العالمي للبحث والتطوير التكنولوجي التابع له، والذي تبلغ قيمته 200 مليون دولار، بهدف تسريع دمج نموذج “فالكون”، الذي أطلقته دولة الإمارات لدعم البنية التحتية التكنولوجية والخدمات الحكومية.
استعرض الاجتماع أيضاً الأنشطة التي ينفّذها معهد الابتكار التكنولوجي بصفته ذراع البحوث التطبيقية لدى مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة؛ حيث يواصل المعهد تحقيق نتائج متميزة بما يتماشى مع الأولويات الوطنية. تم مؤخراً افتتاح محطة أبوظبي الأرضية الكمومية الضوئية، الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي والأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمخصّصة لتطوير اتصالات بصرية آمنة في الفضاء الحر.
حصل مركز الطاقة الموجّهة التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي على جائزة مرموقة من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، تقديراً لإسهاماته في مواجهة العديد من التحديات البيئية الرئيسية ودعمه لتحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050. كما عملت منصة Hugging Face على التحقّق بشكل مستقل من نموذج “فالكون”، أحدث نماذج اللغات الكبيرة الذي أطلقه معهد الابتكار التكنولوجي، حيث قدّم النموذج أداءً متميزاً وشهد 85,000 عملية تنزيل منذ إطلاقه في مايو 2024، وبلغ مجموع عمليات التنزيل 45 مليون عملية عبر منظومة نماذج “فالكون”.
في ختام الاجتماع، ناقش المجلس التقدّم الذي حققته “أسباير”، ذراع إدارة البرامج في المجلس، والتي تهدف إلى تنفيذ العديد من المشاريع المهمة لدعم الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 لدولة الإمارات، والإسهام في تعزيز الأمن الغذائي العالمي من خلال شراكتها مع مسابقة “إكس برايز إطعام المليار التالي”.