في لقاء هام يدعم التعاون المشترك، استضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، معالي مارك روته، رئيس وزراء مملكة هولندا، تم خلال اللقاء تبادل الأحاديث حول تعزيز العلاقات المميزة بين الدولتين وبحث فرص التعاون الاستراتيجي في المجالات المختلفة، كما أكد سموه على أهمية الزيارة في توطيد أواصر الصداقة والشراكة بين البلدين، مقدماً تحياته لجلالة الملك فيليم ألكسندر وتمنياته للشعب الهولندي بمستقبل زاهر ومشرق.
وتم خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون المتعددة، منها الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، بالإضافة إلى التعليم والثقافة والتكنولوجيا، كما تطرق الحديث إلى التعاون في ميادين الطاقة المتجددة، التنمية المستدامة، والعمل المناخي، مع التركيز على فرص تعزيز هذه الشراكات لخدمة مصالح الدولتين ورفاهية شعبيهما.
تم خلال اللقاء مناقشة مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات هذا العام وأكد الجانبان على التزامهما المشترك بالعمل المشترك لتحقيق نتائج ملموسة وحلول فعالة تعزز جهود التصدي لتغير المناخ على الصعيد الدولي، وتحقق المصلحة للجميع، وتبرز هذا الاهتمام نظراً لاهتمام الإمارات وهولندا المشترك بموضوعات البيئة، المناخ، الطاقة المتجددة، والاستدامة.
أجرى سموه مع رئيس وزراء هولندا حواراً حول القضايا والتطورات الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ضمن نقاشهما، أبرز الحديث عن الدور المحوري لقيم التسامح، والتعايش السلمي، وإرساء السلام وروابط الإنسانية المشتركة، وفي هذا السياق، أعرب صاحب السمو عن قوة العلاقات بين الإمارات وهولندا، مشدداً على أن الدولتين مرّتا بخمسين عاماً من العلاقات الدبلوماسية، وتابع سموه بأن الإمارات تسعى لتعزيز هذا التعاون المتميز في المستقبل، بالاستفادة من الفرص المتوفرة لخير وازدهار البلدين.
وأكد على عمق وتعدد العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين، التي تغطي مجموعة واسعة من المجالات الرئيسية مثل الطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والتكنولوجيا، وإدارة المياه، والزراعة، والتجارة وما إلى ذلك. كما أبرز أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 4.6 مليار دولار في العام الماضي، مسجلاً نمواً بنسبة 7.2% مقارنةً بالعام 2021.
كما أبرز سموه النشاط الواسع لحوالي 350 شركة هولندية تدير أعمالها في دولة الإمارات بمجالات متنوعة، مشيراً إلى أن الإمارات تحتل مكانة بارزة كواحدة من أبرز شركاء هولندا التجاريين بالمنطقة العربية، كما شدد على التزام الإمارات بقضايا البيئة والاستدامة، مبنياً على إرثها الطويل ودعمها المتواصل للمبادرات العالمية المستهدفة لرفع مستوى التنمية المستدامة والرخاء الاقتصادي للعالم، وأكد سموه أيضاً على استراتيجية الإمارات نحو التنوع الاقتصادي التي ساهمت في تعزيز أدائها وتحقيق أهدافها المستقبلية وترسيخ مكانتها عالمياً، بدوره، عبر رئيس وزراء هولندا عن امتنانه للضيافة الكريمة من سموه، مؤكدًا على رغبة هولندا في تحقيق تعاون أعمق مع شركائها، وعلى رأسهم الإمارات، في عدة مجالات منها الاستدامة، الاقتصاد الأخضر، الطاقة المتجددة، وغيرها.