أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، أن المشاريع الكبرى التي تشهدها دولة الإمارات في كافة المجالات لاسيما في مجال البنية التحتية هدفها خدمة المجتمع وتوفير أفضل البيئات الداعمة لكل أفراده ومؤسساته على السواء، علاوة على ما تمثله تلك المشاريع من قيمة في فتح فرص جديدة أمام القطاع الخاص وما تتيحه من مسارات متنوعة للاستثمار بما يعود بالفائدة على مجمل الحركة الاقتصادية ومن ثم بالنفع على الوطن والمواطن.
جاء ذلك بمناسبة افتتاح سموه مشاريع شبكة الطرق الإستراتيجية التي تم الانتهاء من تنفيذها مؤخرا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وبمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وباستثمارات قدرها 1.95 مليار درهم بهدف تعزيز شبكة الطرق بين إمارات الدولة، واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى جانبه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، إلى شرح من سعادة المهندس علي المزروعي، مدير إدارة المشاريع الهندسية في وزارة الشؤون الرئاسة، حول مشاريع الطرق الحيوية التي جرى تنفيذها بمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وأشرفت وزارة شؤون الرئاسة على تنفيذها بالتعاون والتنسيق مع وزارة الطاقة والبنية التحتية وشركة الاتحاد للماء والكهرباء، وتضم شبكة مسارات وطرق وتقاطعات وجسور في ثلاثة محاور رئيسية تشمل : طريق الشيخ خليفة بن زايد وطريق الوطن وطريق حتا دبي، وبأطوال إجمالية تصل إلى 112 كيلومترا.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم : ” بقيادة أخي الشيخ خليفة بن زايد ومتابعة أخي الشيخ محمد بن زايد وبتضافر جهود كافة الجهات الاتحادية والمحلية .. تواصل دولة الإمارات الاستعداد للخمسين عاما المقبلة بمشاريع نوعية تخدم المواطن وتدعم الطموحات الكبيرة للوطن وتهيء لمراحل جديدة من النمو في كافة المجالات”.
وأثنى سموه على الجهود الحثيثة التي تقوم بها كافة الأجهزة المعنية في الدولة، ضمن مختلف مسارات التطوير، والتي يعود أثرها بالإيجاب على مجمل مسيرة التنمية المستدامة في شتى ربوع الدولة .. وقال سموه : ” راحة الناس هدف تتضافر في تحقيقه الجهود الاتحادية والمحلية .. والعمل يتسارع لترسيخ أسس التنمية المستدامة ودفع معدلاتها إلى أعلى المستويات .. ولتهيئة المجال أمام مؤسسات القطاع الخاص لتوسيع أعمالها وتمديد أنشطتها اعتمادا على بنية تحتية قوية وفرت لها الدولة كافة أسباب التميز وفق أرقى المعايير العالمية .. والعمل لا يتوقف لتظل الإمارات القدوة في الاهتمام بالإنسان .. والخيار الأفضل للمستثمر الساعي إلى بيئة توفر له كل مقومات النجاح”.
وقد أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة أن هذا المشروع الحيوي يأتي ضمن حزمة كبيرة من المشروعات التي تنفذ بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تهدف إلى تنفيذ بنية تحتية تلتزم أعلى معايير الجودة الفنية والهندسية؛ بما يلبي تطلعات المواطنين، ويوفر لهم الحياة الكريمة في جميع إمارات الدولة.
وقال سموه ” إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تضع تطوير البنية التحتية على رأس أولوياتها وخططها الإستراتيجية، إدراكا منها أنها الركيزة الأساسية لدفع مسيرة التنمية في الدولة، مؤكدا أن البنية التحتية في دولة الإمارات تعد من أفضل البنى التحتية وأكثرها تطورا، وأن هذه المشروعات تأتي في المقام الأول بهدف خدمة المواطنين والمحافظة على رفاهيتهم، وإيمانا منا بأن المواطن هو أساس تقدم الوطن وازدهاره في مختلف المجالات”.
ويمثل طريق الشيخ خليفة بن زايد المحور الأول ضمن أحدث إضافة لشبكة الطرق الحيوية في الدولة، وهو يمثل امتدادا لطريق الشيخ خليفة E84 المؤدي إلى إمارة الفجيرة ويمتد من تقاطع طريق الشيخ خليفة مع طريق الشارقة – كلباء E102 مرورا بمنطقتي مليحة ومن ثم المدام في إمارة الشارقة، انتهاء إلى منطقة الشويب في إمارة أبوظبي بطول 52 كيلومترا ويمتد المحور باتساع ثلاث حارات في كل اتجاه وبسرعة تصميمية 140 كم/ساعة.
ويشمل الطريق إنشاء ثلاثة تقاطعات رئيسية مع طريق الشارقة-كلباء وطريق دبي-حتا وطريق الشويب-الذيد في منطقة المدام إضافة إلى سبعة تقاطعات جسور علوية لتوفير حركة مرورية حرة في جميع الاتجاهات وتهيئة مداخل ومخارج للطرق القائمة على طول المسار الجديد لخدمة التجمعات العمرانية والمشاريع الزراعية المنتشرة على جانبي الطريق.
ويوفر طريق الوطن، والذي يمثل المحور الثاني ضمن مشاريع الطرق الجديدة التي تم افتتاحها، ربطا مباشرا بطول 42 كيلومترا وسرعة تصميمية 120 كم/ ساعة، ويتسع إلى 3 حارات في كل اتجاه، إذ يربط هذا المحور منطقة حتا، مرورا بمنطقة مصفوت في إمارة عجمان ومنطقة المنيعي وجبال وادي القور في إمارة رأس الخيمة، ومن ثم يتقاطع مع المحور الأول الذي يمثل امتداد طريق الشيخ خليفة بن زايد بمنطقة مليحه في إمارة الشارقة.
ويتألف هذا الطريق من جزأين، يتضمن الأول تعديل مسار ورفع كفاءة الطريق الحالي الرابط بين منطقة حتا وطريق الشارقة – كلباء E102 ليصبح ثلاث حارات في كل اتجاه بدلا من حارتين وبطول قدره 18 كيلومترا .. أما الجزء الثاني فيشمل إنشاء مسار جديد كامتداد للطريق الأول وبطول 24 كيلومترا ويمر في المناطق الجبلية (جبال وادي القور في إمارة رأس الخيمة) ليلتقي بالمحور الأول وهو “طريق الشيخ خليفة بن زايد” في منطقة مليحة.
ويشمل المحور الثالث تطوير ورفع كفاءة طريق دبي-حتا الحالي بين منطقتي نزوى والمدام ضمن إمارة الشارقة وبواقع ثلاث حارات في كل اتجاه بدلا من حارتين وبسرعة تصميمية 120 كم / ساعة، فيما يبلغ طول هذا المسار 18 كيلومترا .. ويتضمن إنشاء معبر علوي للمركبات في منطقة المدام وجسرين فوق دوار المدام. كما يشمل المشروع تطوير المعبر السفلي الحالي المؤدي إلى منطقة نزوى وإنشاء أربعة جسور للمشاة في منطقة المدام، فيما يعزز هذا المحور من السلامة المرورية ويحقق انسيابية كبيرة لحركة المركبات على الطريق.
وستخدم شبكة الطرق الجديدة في اختصار المسافة والزمن بين المناطق، حيث يسهم المحور الثاني مع قطاع من المحور الأول في اختصار المسافة بين دوار المدام ومنطقة حتا من 115 كيلومترا إلى 95 كيلومترا مما يقلل زمن الرحلة بواقع 30 دقيقة .. فيما سيسهم المحور الأول في اختصار المسافة بين منطقة الشويب وإمارة الفجيرة من 115 كيلومترا إلى 93 كيلومترا مما سيقلل زمن الرحلة بواقع 15 دقيقة.